مقالات

اللغة العربية والهوية

بقلم – أشرف الجبالي

“من لا يعرف اللغة العربية.. افتقد لغة العلم ” كانت هذه المقولة سائدة في العصور الوسطي عندما كان العلماء المسلمون هم أساتذة العالم، أما اليوم بعدما تراجعنا في ذيل الأمم وتدهورت أحوالنا أصيبت اللغة العربية بالضعف والهوان والاستهانة بها وبقيمتها، والغريب في الأمر اننا في عهد الاحتلال الانجليزي او الفرنسي لم تضعف اللغة العربية بالقدر الذي نشاهده نحن اليوم، ولم تنحدر لهذا المستوي الذي أصبح مصدر خجل لكل غيور علي اللغة وأهميتها بوصفها لغة القرآن وبوصفها وعاء الحفاظ علي الهوية العربية.

إن كل ما يحيط بنا الآن يدعو إلي تدمير اللغة العربية، فلا الكبار يتحدوثنها جيدا، ولا الصغار يستخدمونها كوسيط بينهم في التعامل، فكثيرا من نجد المقالات الصحفية تعج بالأخطاء، وايضا نجد ذلك ملحوظا لدي الكثير من الإعلاميين والمحامين وخطباء المساجد والمعلمين من غير أساتذة اللغة العربيةوالغريب انه كان هناك اناس نحب أن نتسمع لهم وياللأسف قضاة يجلسون على المنصة وقضاء واقف يخطئون اخطاء جسيمة في تلاوة ايات الذكر الحكيم وأساتدة جامعيون يتحدثون بالعامية الركيكة ، اما عن الشباب فقد انتشرت بينهم الفرانكوآرب اي تلك الكلمات التي تدمج ما هو عربي بما هو اجنبي، وتكتب العربي بحروف اجنبية.. هل يصدق احد ذلك …؟؟ وهل سمعتم عن أمة في التاريخ القديم والحديث تحتقر لغتها التي نزل بها القرآن من فوق سبع سماوات مثلما يحتقر العرب اللغة العربية ؟

يا سادة .. إن ضياع اللغة.. هو انتحار جماعي، وفقدان لأهم سمات التواصل بيننا، فحينما يتحدث كل منا بلهجة او لغة مختلفة عن الاخرين فإننا سنفقد التفاهم المشترك، ومن ثم العيش المشترك، ونعرض ثقافتنا وهويتنا ووجودنا للضياع.. إن هناك من الامم الحاضرة من تحاول استرجاع لغتها الأم والحديث بها وتعليمها لأبنائها، والأمثلة كثيرة جدا كالاكراد وبعض بلدان أفريقيا ولا اريد ان اذكر اسرائيل كمثل، فهم للاسف يعلمون اولادهم اللغة العبرية ويتفاخرون بها في كل مكان.. هل رأيتم كيف يعتز التركي والالماني والصيني والياباني بلغته؟؟ وهل وجدتم مثل الإنسان العربي الذي لديه استعداد تام للتخلي عن لغته في اقرب محطة ؟؟

إن اللغة العربية.. هي صلب الامن القومي العربي.. إن تركناها فقد تركنا ديننا وهويتنا وتاريخنا ومستقبلنا، وإن حافظنا عليها فقد امتلكنا أحد اسباب قوتنا ووحدتنا .. وعلينا نحن ان نختار بين الوحدة والتفكك ، بين القوة والضعف، او بمعني صريح بين اللغة العربية او المسخ اللغوي.

البيان المصرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى