
هبه الخولي
يعتقد البعض أن الفنون التشكيلية مجرد أنشطة ترفيهية لشغل أوقات الفراغ، لكنها في الحقيقة وسيلة أساسية لتنمية القدرات الذهنية والجسدية والاجتماعية، من خلال تعلم كيف التعبير عن المشاعر ،وتطوير المهارات الحركية،ليصبح المتلقي أكثر إبداعًا وثقة بنفسه.
حول كيفية إعداد أنشطة الفنون التشكيلية بالمواقع الثقافية حاضر الدكتور بدوي مبروك مديرعام ثقافة القرية بقصور الثقافة أولى محاضرات اليوم الخامس من الورشة التدريبية تنمية مهارات مديري المواقع الثقافية التي تقدمها الإدارة المركزية لإعداد القادة الثقافيين برئاسة أميمة مصطفي .
متناولاً كيفية إعداد نشاط الفنون التشكيلية من واقع ورش وملتقيات ومعارض قصور الثقافة، وموضحاً أن الفنان التشكيلي يكون بداخله هدف ورسالة حقيقية نابعة من أعماقة وكامل الرغبة في إيصالها لجمهوره بشكل حقيقي ليحصل الجمهور المتلقي من رواد المواقع الثقافية على الراحة النفسية التامة التي تكون لدى مقدم العمل الفني نفسة ، فصانع الفن، جزء أساسي من التجربة الإنسانية عواطفه نابعة من تجربة بصرية يمكن لمَن حوله استقبالها.
تمنحه فرصة للتأمُّل والنظر إلى اللوحات والاستمتاع بها، والتحدُّث عن عناصرها الفنية المختلفة. ليتمكن المتلقي في النهاية للوصول إلى طريقته الخاصة في التعبير والمحاكاة، ويمكنه أن يستخدم مختلف الأدوات، سواء الألوان أو الصلصال أو إعادة تدوير أوراق الجرائد. لتحدث عملية التركيز على خلق الفن وتأمُّله فيكون لدى رواد الموقع الثقافي قراءة للغة الفن و يتحدَّث بها أيضا .
مع محاولة تدعيم ذلك النشاط بتوفير زيارات ميدانية للمعارض ومتاحف الفن لخلق فرصة للتعرُّف عن قُرب على اللوحات الفنية، بدلا من رؤيتها عبر شاشات الحاسب أو الهاتف، فهناك العديد من متاحف الفن تعرض وتقدم هذه الأنشطة الفنية في المعارض وتشاركة بها في ورش فنية تساهم بدورها على زيادة تثقيف .
فالذهاب إلى المعارض الفنية والمشاركة في الورش الفنية لا يقل أهمية عن الذهاب إلى النوادي والحدائق والمتنزهات وما كل ذلك إلا من أجل إضفاء نوع جديد يخدم أفراد الأسرة وهو ما تقوم به المعارض الفنية في تفريغ طاقاتهم سواء كان المتلقي طفلا أم شابا فهو يكتسب ويتعلم ثقافة ذاتية للمتلقي ويستمتع بالألوان والتصميمات ، وأسلوب العرض وتفرغ طاقاته وتعلم أشياء جديدة عبر مجالات تلك الورش على مختلف انواعها .
ثم تفضل الكاتب محمد عبد الحافظ مستشار رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة للشئون الثقافية بإلقاء ثاني المحاضرات .
مسلطاً الضوء على أهمية مرحلة الطفولة التي تعد من أهم المراحل التي يمرُّ بها الإنسان؛ لما لها من أثر عظيم في بناء شخصيّته جسدياً وفكرياً واجتماعياً، فهي مرحلة تتشكل فيها مهاراته وقيمه وأفكاره وقناعاته التي تظل معه عمره كله ، شارحاً وموضحاً أنشطة ثقافة الطفل وأساليب تعزيزها وتنمية ثقافته وصقل شخصيته ، وما يبث له من أفكار، ومعارف، وسلوكيّات، وفنون وآداب يكتسبها نتيجة الاحتكاك المباشر بينه وبين البيئة المحيطة .
مشيرا ًإلي أن تنظيم الفعاليات الفنية والثقافية الخاصة بالطفل دئما في حاجة إلى استحداث كل ماهو جديد تتناسب مع كافة الفئات العمرية للأطفال تُبث من خلالها كافة القيم الإيجابية الواجب غرسها حسب الفئة العمرية المتردده على الموقع الثقافي المقدم للخدمة بطرق غير مباشرة جذابة يستحسنها الأطفال عبر تقديم عروض مختلفة ومتنوعة كالمهرج ، والماريونيت والعروض المسرحية التي تتسم بأنها ذات إطار ثقافي هادف فني وجذاب .
*وأكد عبد الحفاظ أن الورش التي تقدم يجب أن تتسم بخروجها عن المألوف متجدده تجذب الانتباه سواء كانت ورش فنية أو مجسمات من ورق الكروشيه أو رسومات فنون شعبية وهو ما يساهم بدوره في صقل و تنمية ملكات الطفل وإبداعه وارتباطه بتاريخ وتراث بلاده بصورة تتسم بالشمولية لكافة جوانب شخصية الطفل فعلى سيبل المثال لا الحصر تم تقديم مجموعة من العروض المسرحية التابعة للمسرح الأسود ضمن مشروع اطفال أهل مصر والذي نفذ بشرم الشيخ لدعم متضرري السيول بأسوان والمناطق الحدودية والتي تنظمه الإدارة العامة لثقافة الطفل مثل عرض احلامنا ، وأوبريت الليلة الكبيرة ،و رادوبي الجميلة وغيرها من العروض التي تدعم ثقافة الطفل وإبداعاته بكافة الآليات والوسائل .
مؤكداً إلى أهمية تنوع أنشطة الطفل في قصور الثقافة بين الفنون والثقافة والأنشطة الاجتماعية لتنمية شخصيته، لتشمل ورش عمل فنية من رسم وموسيقى وتمثيل، وجلسات القراءة ورواية القصص، التي ترتكز على تنمية مهارات الطفل مثل الرسم على الطين أو تجميع الألغاز، وتقديم المسابقات الثقافية والفنية لتشجيع الأطفال على التعبير عن إبداعهم وتنمية انتماءهم لوطنهم ، وتعزيز روح الفريق والعمل المشترك فيما بينهم.




