حمدي – حسن عبدالسيد
في قرية توماس وعافية التابعة لمنطقة التهجير بالنوبة القديمة في محافظة أسوان في الرابع من يناير 1926، ولد الموسيقار أحمد محمد صالح الشهير بأحمد منيب مطرب وملحن مصري نوبي أحد أبرز رواد الفن النوبى، كانت بدايته عام 1954 مع إنشاء إذاعة وادي النيل والذي قدم فيها عبد الفتاح والي العديد من الأغاني التراثية النوبية، قدم مع الشاعر محيى الدين شريف أغاني نوبية تتكون من قالب الأغنية الحديثة وكان هذا التعاون هو وليدة إذاعة ركن السودان لربط خطابها الأيديولوجي بامتداد مصر الجنوبي ممثلا في السودان. حيث قام أحمد منيب وزميله الشاعر محيى الدين شريف ووَجَّهَا رسالة شخصية للرئيس جمال عبد الناصر طالبا فيها بالسماح للموسيقى النوبية بمساحة في الإذاعة المصرية كتأكيد على مصرية نوبية.واستجاب الرئيس لندائهما وجاء برنامج “من وحي الجنوب” ليسمع المصريين اللغة النوبية بلسان عبد الفتاح والي وألحان العازف الشاب أحمد منيب.
وانتقل إلى الإسكندرية حيث نال الشهادة الابتدائية سنة 1939، كما انتقل إلى القاهرة في عام 1949 حيث عمل في إحدى المطاحن ثم عمل في المؤسسة الهندسية، وبعدها في البنك العربي اﻷفريقي. رغم نشأته في الإسكندرية إلا أن الفنان أحمد منيب كان منذ صغره متشبعًا بالحضارة النوبية بكل قيمها الثقافية والفنية والاجتماعية والتراثية. فبعث فرقة موسيقية صغيرة أطلق عليها اسم فرقة منيب للتراث النوبي، وكان يعمل خلال النهار ويحيي ليلًا الحفلات والأفراح. كانت لأحمد منيب زيارات للنوبة، حيث جمع التراث النوبي وأصبح في بداية الخمسينات من أشهر مطربي وعازفي العود، والقاسم المشترك لكل حفلات وأعراس النوبيين في الإسكندرية.
فذاع صيته ووصلت شهرته الى القاهرة. انتقل سنة 1951 إلى القاهرة، وقد سبقه اسمه وشهرته، وكانت في القاهرة التجمّعات النوبية. التحق بفرقة زكريا الحجاوي للفنون الشعبية، والتقى هناك برموز وأدباء وشعراء النوبة، مثل الشاعر محيي الدين صالح والفنان حمزة علاء الدين. اتفق ثلاثتهم على تطوير الأغنية النوبية ذات البعد الشرقي والمضامين التراثية وتواصلوا مع المستمع العربي عبر الإذاعة من خلال برنامج “وحي الجنوب”. قدّم الفنان أحمد منيب خلال مسيرته الأولى العديد من الأغاني في جميع المناسبات الوطنية والقومية والعربية، فغنى لثورة يوليو وغنى للهجرة و لانتصار أكتوبر وشهدت نهاية السبعينيات غياب كبير لكل أساطير المرحلة ليقدم مشروعه، فقد غيب الموت عبد الحليم حافظ وأم كلثوم وتراجع الموسيقار محمد عبد الوهاب للتلحين منذ منتصف السبعينيات، ليظهر أحمد عدوية بموسيقى الحارة الشعبية المصرية خارج الأطر الرسمية مع زمن الانفتاح الاقتصادي، تتوافق مع مزاج عام لطبقة وسطى خرجت بمزاجها السمعي من مشهد انتظار حفلة أم كلثوم إلى انفتاح اقتصادي ومزاج مجتمعي كرسته ثورة الكاسيت التي أعطت الحق للجماهير في اختيار سلعها بعيداً عن التعلق بالإذاعة. وبدأ أحمد منيب بطرح أغنية بديلة للنمط السائد والمسيطر حينها، فدخل بألحانه المصرية الصميمة مع صوت محمد منير وبكلمات جديدة لشعراء كبار مثل عبدالرحيم منصور ومجدي نجيب وسيد حجاب وصلاح جاهين. لحّن أحمد منيب العديد من الأغاني لمطربين الجيل الحالي أمثال: علاء عبدالخالق وعمرو دياب وإيهاب توفيق ومحمد فؤاد وحميد الشاعري الذي لحن له أحمد منيب 4 أغانِ، وردّ حميد الشاعري الجميل وقام بتوزيع شريط “مشتاقين” للفنان أحمد منيب. كما غنى حميد مؤخرًا أغنية “يا وعدي ع الأيام” وهى من ألحان الراحل أحمد منيب في ألبومه الأخير
. أثرى الفنان أحمد منيب الساحة الفنية بخمسة وثمانين لحنًا غنى منها واحد وخمسين لحنًا ضمّنها ألبوماته السبعة: مشتاقين 1986، كان وكان 1987، يا عشرة 1988، بلاد الدهب 1992، راح أغني 1994، قسمة ونصيب، وحدوتة مصرية.وقد كرمت الدوله اسم الموسيقار أحمد منيب عام 2014 بمنح وسام العلوم والفنون .
ولا ينتهي الكلام عن موسيقار مصر أحمد منيب لكن تبقي في وجداننا أعماله خالدة صدقني ياصاحبي وفي دايرة الرحلة ولكن كلما يأتي الشتاء وتشتد البرودة أدندن ألحان و أغنيته الخالدة الدنيا برد الدنيا برد … وعم خليل بيسقي الورد…… انها مرة أخرى رائعة فؤاد حداد ولحن خالد رائع للعم أحمد منيب……ما تيجوا نغنيها مع بعض…