متابعة – علي بن سالم
قدّر العلماء في دراسة نشرت يوم الثلاثاء أن غابات عشب البحر تدر حوالي 500 مليار دولار من عائدات الصيد وغيرها من الفوائد بينما تمتص خمسة ملايين طن متري من ثاني أكسيد الكربون سنويا.وقدمت الدراسة التي نُشرت في مجلة Nature Communications مقياسا نادرا لمساهمة الأعشاب البحرية الطويلة المهددة بالتغير المناخي ، وقدرت قيمتها بثلاثة أضعاف الكمية التي كان يعتقدها سابقًا.وقام فريق العلماء الدولي بتحديد مساهمة ستة أنواع من عشب البحر في إنتاج مصايد الأسماك من خلال الأنواع التي يدعمونها.كما قاموا بحساب الفوائد من دور عشب البحر في إزالة النيتروجين وثاني أكسيد الكربون .وخلصوا إلى أن: ” غابات عشب البحر هذه تنتج ما يقدر بنحو 500 مليار دولار سنويا على مستوى العالم مما يجعلها أكثر بثلاث مرات من القيمة المعترف بها سابقا”.ووجدوا طحلب البحر – الذي لاحظ تشارلز داروين دعمه للعديد من أشكال الحياة – يعزل 4.91 مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون وبالتالي يزيل الغازات المسببة لارتفاع حرارة الكوكب من الغلاف الجوي.
وقام الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة بتوثيق الأضرار التي لحقت بهم من موجات الحرارة البحرية في السنوات الأخيرة.وقال المؤلف المشارك آرون إيغر عالم البحار بجامعة نيو ساوث ويلز ومنظمة كيلب فورست ألاينس لوكالة فرانس برس: “ى أي شيء يمكننا القيام به لمعالجة قضية المناخ سيكون له تأثير إيجابي على غابة عشب البحر”.كما دعى إلى تنظيم أكثر صرامة بشأن الحفاظ على نظافة المجاري المائية والمحيطات من مياه الصرف الصحي أو التلوث الزراعي.وحدد الباحثون دور عشب البحر بناء على بيانات عدد الأطنان من الأسماك المنتجة وحساب الكمية المنتجة بشكل مستدام كل عام لكل متر مربع وبالتالي القيمة السوقية.
وبالمثل قاموا بحساب قدرة عشب البحر على تخزين ثاني أكسيد الكربون واضعين في الاعتبار “التكلفة الاجتماعية” للغاز الذي يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض – وهو مقياس يأخذ في الاعتبار تأثيره الاقتصادي.وكتب الباحثون : “لا يهدف هذا التقييم إلى تحويل غابات عشب البحر إلى سلعة والتي تدعم مجموعات هائلة من الحياة والعديد من خدمات النظم البيئية الأخرى ولكننا نأمل بدلا من ذلك في لفت الانتباه إلى أهميتها وإبلاغ قرارات السياسة والإدارة”.