” صفوت عمران ” يكتب : خطة الإنقاذ الوطني ومخطط الإغراق الصهيوني .. كلمة السر «مصر».. البداية حكومة جديدة.. والنهاية في بيع الأصول!!
المشهد الآن: مصر تعيش أزمة إقتصادية طاحنة.. ديون ضخمة وغلاء في الأسعار مستمر بلا توقف، وتراجع في قيمة العملة حتى فقدت 100% من قيمتها خلال شهرين.. النزيف مستمر وبات الواقع الاقتصادي المأزوم مقلق بالنسبة للشعب المصري الذي تراجعت مستويات معيشته، نتيجة لانخفاض القدرة الشرائية لـ«الجنيه» يوماً بعد يوم، في ذات الوقت هناك من يرى أن ما يجري باعتباره جزء من مخطط مسموم لهدم الدولة شارك فيه كثيرون على مدار سنوات، بعضهم تتوقعه وبعضهم لن يخطر على ذهنك من قريب أو بعيد .. لذا بات الأغلبية يسألون: مصر إلى أين؟! وهل صندوق النقد الدولي هو من ارغمنا على تنفيذ هذه الأجندة أم أننا ذهبنا إلى الصندوق متعمدين ودون حاجة إلى أمواله لنتخذه حجة لتطبيق ذات الأجندة.. وهل الأمر حسن نوايا ومجرد سوء تقدير؟! أم سوء نوايا ونحن ضحية مخطط خطير؟!….
الأيام القادمة كاشفة .. لذا عزيزي القارئ.. يبقى السؤال الذي يشغل أغلب المصريين .. ما هو الحل؟!، وما هو المخرج؟! .. وهنا نرى:
أولا: الحل في الوضع الطبيعي إذا افترضنا حسن النوايا وسوء التقدير …
1- تغيير الحكومة الحالية وتعيين «حكومة إنقاذ وطني» .. المجئ بـ«حكومة إقتصادية» يقودها رئيس وزراء يكون خبير اقتصادي وسياسي في نفس الوقت، ويحظى بصلاحيات واسعة وليس مجرد سكرتير كما كان سابقيه، والقضاء على تضارب الاختصاصات بين الحكومة وغيرها من المؤسسات لصالح الحكومة.. إحداث تراجع فعلي لدور رئيس الجمهورية لصالح رئيس الحكومة الجديد وتنفيذ ما جاء في الدستور بهذا الشأن.. وتغيير المنظومة الإدارية الحالية لصالح منظومة أكثر عدالة وشفافية.. وإعلان أن انتخابات الرئاسة 2024 سوف تتم بشكل تنافسي شفاف ومحايد.
2- وقف تدخلات المؤسسات والافراد في الاقتصاد سواء احتكار أو مضاربة.. ومحاسبة كل من تضخمت أموالهم خلال العشر سنوات الأخيرة.. مع تنفيذ قواعد عادلة للاستثمار في مصر واعطاء طمنئة للمستثمرين بعد سنوات من تصاعد مخاوف رجال المال من العمل في مصر لأسباب عديدة…
3- وضع القرار في يد من يتحمل المسئولية وليس من يدير من خلف الستار سواء فرد أو مجموعة دون أدنى مسئولية عليه أو عليهم.. فالقاعدة تقول: «لا سلطة بدون مسئولية».. وفي هذه الحالة سوف يتم ترتيب درجات إتخاذ القرار بشكل طبيعي، كما يحدث في الدول المتقدمة، وبالتالي لا تتوه المسئولية ولا تغيب المحاسبة ويصبح القانون حاسم عند أي خلاف.
4- تنفيذ إصلاح سياسي حقيقي يقود الإصلاح الاقتصادي بداية من مراجعة دور مجلسي النواب والشيوخ وتحديد مصيرهما سواء بإعادة توجيه البوصلة نحو الإتجاه الصحيح أو حل المجلسين وإجراء انتخابات برلمانية جديدة، وإطلاق حملة وطنية تشارك فيها مختلف المؤسسات للقضاء على الفساد والرشوة والمحسوبية في مختلف قطاعات الدولة.
5- أن تقوم مؤسسات الدولة بدورها التاريخي والوطني للحفاظ على الدولة ومنع أي انحراف عن المسار الوطني وتبطل أي محاولة لسرقة مصر وتهدد حاضرها ومستقبلها، وتزعزع استقرارها.
ثانياً: الحل غير الطبيعي إذا افترضنا سوء النوايا وسوء التدبير والذي في ظاهره حل وفي باطنه تدمير…
1- الاستجابة لمطالب «الامريكان والأوروبيين والصهاينة والخلايجة» ومنحهم ما يريدون من مصر مقابل «نغنغة اقتصادية زائفة ومؤقته» بعد تسليم جميع مقادير الدولة لهم، وهو أمر كارثي يؤدي لاحتلال مصر إقتصادياً وسياسياً وربما عسكرياً، ويرى البعض أن ما تشهده مصر خلال السنوات الأخيرة من إفقار الشعب المصري وإفساد المؤسسات وتدميرها تم من أجل القبول والرضوخ والتسليم لأهداف هؤلاء.
2- إتخاذ قرارات فردية أو جماعية بعودة مليارات الدولارات التي خرجت من مصر أو موجوده فيها لكن هناك من يمنع ضخها في السوق المصرية الآن لأسباب مختلفة، حتى يحقق ذلك رخاء اقتصادي مرتب ومصطنع.. بعد تعهد بتنفيذ الأجندة المشبوهة الذين يريدون من خلالها الاستيلاء على مصر وهو خطر لو تعلمون عظيم.
يبقى السؤال.. وسط تلك العواصف والمخاطر والتحليلات والتحكمات في المشهد ما هو موقف النظام؟! .. البداية والاستمرار والتجديد.. والنهاية!!
1- النظام لديه فرصة للبقاء بغض النظر عن اتفاقك معه أو رفضك له .. سواء أكدت أنه وطني ورائع أو كان لك وجهة نظر مغايرة، لكن كل قرار له تبعات ونتائج، وسوف يكشف لعموم الشعب طبيعة النظام وأهدافه بلا مواربة، إذن الأمر يتوقف على ما يتخذه النظام من قرارات خلال الفترة القصيرة القادمة.. أما يكتب بداية جديدة أو نهاية .. والبداية قد تكون خير أو شر .. والنهاية قد تكون حزينة أو سعيدة .. الأمر يكمن في التفاصيل.. لكننا على كل حال نعيش لحظة الإختيار الفارقة.
2- خصوم النظام ممكن يبقوا حلفاؤه طالما سيحقق النظام مصالحهم لكن يبقى السؤال النظام هيتحالف مع أنهي خصوم؟! لأن الخصوم مصالحهم متقاطعة ومتعارضه.. «يعني لن تستطيع إرضاء الجميع» .. والأهم هل هتتحالف مع خصوم مصر ولا تتحالف مع شعب مصر وأصدقائه؟!…
3- الخطوات اللازمة للنجاة ممكن تكون هي نفس خطوات الغرق .. المهم ترتيب الخطوات دون خطأ.. وما يعتبره البعض نجاة قد يعتبره آخرون غرق .. المصلحة فاصلة.. والقرار يحدد المصير.
4- مصر محروسة ومحفوظة ومنتصرة سواء كان الإنتصار حالياً وبعده يتم الخروج من الأزمة مباشرة أو تعرضت لهزيمة مؤقته يعقبها إنتصار.. مصر منتصرة منتصرة مهما كانت الأخطار ومهما تعددت الأقنعة…
5- كل من سرق مصر وأموال مصر .. وكل من اشترى أصول مصر أو باعها .. وكل من خرب مؤسسات مصر أو سعى إلى خرابها .. وكل من يريد الاستيلاء على مصر ويحاصرها ويفرض عليها مخططات هدمها .. كل هؤلاء سوف يدفعون الثمن والحساب هيتم هيتم .. ومصر هي من تحدد التوقيت.. سواء عاجلاً أو أجلاً.
6- ليس كل من يقول أنا وطني .. وطني، وليس كل من يقول أنا صديق .. صديق، وليس كل يد تمتد لإنقاذك .. تريد انقاذك، وليس كل كلام معسول .. دليل على محبة، وليس كل محذر ومنبه وغاضب ورافض.. عدو، وليس كل كمين نهاية.. فداخل كل كمين كمين، وليس خسارة معركة .. يعني خسارة الحرب، وليس كل عميل مهما تحصن وحقق انتصارات .. يعني أنه محصن ومحمي وغير مكشوف، وليس كل تراجع يعني هزيمة .. فرجوع الوتر ضروري لإطلاق السهم، وليس كل صمت خيانة .. فقد يكون من أجل انتظار اللحظة المناسبة لتصحيح الأوضاع، ليس كل هدم تخريب … فربما الهدم ضروري لإعادة البناء وتصويب الأوضاع.. وافتكر جيداً من يمتلك المعلومة ويمتلك السر يستطيع المواجهة والتحدي .. فقط الحرب خدعة .. وكله هيتحاسب.
7- يضعون مخططات نهاية الزمان .. ومصر الحصان الرابح .. هناك من يمثل الشر ويريد اضعافها من أجل السيطرة عليها ويستخدم أعوان ومساعدين من أبناء مصر لكي يستطيع السيطرة عليها والاستيلاء عليها .. وهناك من يمثل الخير ويريد مساعدة مصر على النهوض والقيام بدورها الإنساني والتاريخي .. وفي لحظة من اللحظات سوف يرتدي الشر قناع الخير، وسوف يتم تشويه الخير وتزييفه للناس ليبعدو عنه .. لكن في لحظة فارقة سيكون لـ«شعب مصر» الكلمة العليا لـ«نصرة الحق والخير، ومحاربة الظلم والشر».