هبة الخولى – القاهرة
اقترن الفن عبر العصور المصرية المختلفة بالبيئة الطبيعية ، وكذلك بالحياة الثقافية و الاجتماعية ، فهو أسلوب الإنسان المصري في تفاعله مع الحياة ، مما كان له أكبر الأثر في إيجاد الخصائص المميزة للفنون التي لها صفة الدوام و الاستمرار.فالفنون بصفة عامة و فن النحت بصفة خاصة ارتبط بالناحية التشكيلية ارتباطا وثيقا بمختلف جوانب الحياة لأي مجتمع من المجتمعات فترتبط بأفكاره ،معتقداته ، بالقيم الجمالية و الأخلاقية و بتقاليده وعاداته .
فيما نجد أن النحت لدى الأطفال عبارة عن تعبير ثلاثي الأبعاد يتم بشكل عفوي عما يحبه الطفل ، من خلال علاقاته العاطفية لعالمه و للعالم المحيط به ، فهو ليس تمثيلا للواقع بل على العكس ، يكون مرتبطا بمعرفته بالأشياء و علاقاته الذاتية بالتعبير تجاهها. وعلى ذلك فإن الطفل الذي ينشئ و يبتكر ، حينما تقع يده على قطعة يحاول نحتها وجعلها معبرة بالقيم المعمارية التركيبية التي تتيح له فرصة تغير أفكاره و مفاهيمه و أشكاله عن طريق الحذف أو الإضافة.
كما أنه يعتمد على تجارب الأطفال المرتبطة و المتصلة برؤيتهم و إدراكهم لعالمهم المحيط بهم و لرؤيتهم التخيلية التي تعطي لنحتهم طابعاً خاصاً مميزاً لهم يمكن استغلاله في تنمية قدراتهم الإبداعية في مجال النحت، و علاقتهم الذاتية بالتعبير تجاهها ،أي ما تأصل في نفوسهم من مفاهيم ومعارف و رؤى وثقافات بصرية من المفترض أن تنعكس على أعمالهم النحتية .وهو ما تفضلت بطرحه الدكتورة أماني سمير حسن مدير قصر ثقافة بيلا، التابع لفرع ثقافة كفر الشيخ ، بإقليم شرق الدلتا الثقافي. من خلال ثالث محاور منتدى نقل الخبرة لحملة الماجستير والدكتوراه المعني ” بثقافة الطفل ” الذي تقدمه الإدارة المركزية لإعداد القادة الثقافيين برئاسة الدكتورة منال علام عبر تقنية البث مشيرة أن فن النحت من الفنون التي تتسم بأهمية كبيرة في دعم الطاقة الإبداعية لدى الأطفال وتنمية إبداعهم الفني في مجال النحت وما تحققه تلك الأعمال من إبداع منذ السنوات المبكرة من عمرة لزيادة قدرته على الإسهام النشط في حياة مجتمعهم ومشاركتهم الفعالة في دفعه نحو التطور والتقدم ، في ظل ما يحمله القرن الحادي والعشرين من تحديات، وما يحتويه من مشكلات لتهيئة الظروف المناسبة للطفل لكي يكون قادراً على التفاعل الكفء مع خصائص هذا القرن بمزج الخيال المرن، وتطوير فكره بأفكار ينتج عنها إنتاج متميز غير مألوف واستعمال كل حواسه في عملية النحت ،والاهتمام بمتابعة مواهبه وصقل الملكات الإبداعية لديه باعتبارها أساساً للتكوين المعرفي في صنع منحوتته أو في حياته المستقبلية فالاعتماد على الممارسة العملية والميدانية ، تتيح للأطفال القدرة على النسج من خيالهم، لامتلاكهم موهبة الإبداع والتعبير بكل تشجيع ، بلا قهر أو إجبار …