متابعة – علي بن سالم
بصفتها عالمة بيئة غالبا ما يتعين على الدكتورة جوليا تافاريس التفكير في كيفية جمع البيانات من المواقع البعيدة.لكن لم يكن هناك شيء قد أعدها تماما للتحديات التي واجهتها عندما بدأت رسالة الدكتوراه في جامعة ليدز.وبصفتها باحثة دكتوراه في كلية الجغرافيا تولت مهمة تنظيم وقيادة بعثة استكشافية في نهاية المطاف إلى غابات الأمازون المطيرة لتسجيل البيانات من الأشجار السائدة التي كانت موجودة في مواقع تتراوح بين البرازيل وبيرو وبوليفيا.وتضمنت الدراسة الإشراف على جمع مئات عينات الأنسجة وهو العمل الذي كان يجب أن يتم في منتصف الليل كل ذلك في إطار البحث عن أحدث العلوم.وعمل فريق البحث في رطوبة شديدة ودرجات حرارة وصلت إلى 30 درجة مئوية بحلول الساعة الثامنة صباحا وأكثر من 35 درجة بحلول منتصف النهار.
وتضمنت الدراسة تعاونا من 80 عالما ومؤظفي دعم وكانت تبحث في كيفية تكيف أنواع الأشجار المختلفة مع الجفاف ومدى تعرض مناطق الغابات المختلفة للتأثر بتغير المناخ.وكان هذا أول تحقيق في الإجهاد المائي الذي تواجهه الأشجار عبر حوض الأمازون بأكمله وكيف يمكن أن تتأقلم إذا كما تتنبأ بعض النماذج المناخية فإن الأمازون يصبح أكثر دفئا وتغير أنماط هطول الأمطار.وتم أخذ عينات من أكثر من 540 شجرة. كانت هذه هي أنواع المظلات السائدة حيث يصل ارتفاع بعضها إلى أكثر من 30 مترا.وتم استخدام عينات الأنسجة لقياس مدى ترطيب الخصلة وهذا يتقلب على مدار 24 ساعة.
واحتاج العلماء إلى قياس نسبة الماء خلال فترات الإجهاد المائي المنخفض والمرتفع للقيام بذلك.وتم أخذ العينات في الساعة الثالثة صباحا – عندما كانت الغابة المطيرة في ظلام دامس والنباتات تعيد شحن منسوب المياه – ومرة أخرى في منتصف النهار.وكجزء من البعثة أحضر الفريق العلمي مختبرا متنقلا معبأ في 16 حالة طيران إلى الغابة مع أسطوانات عملاقة من غاز النيتروجين.وستساعد نتائج الدراسة في تحديد مناطق الغابات المطيرة الأكثر تعرضا لخطر تغير المناخ مما سيمكن دعاة الحفاظ على البيئة من توجيه الموارد والسياسات إلى تلك المناطق.