هبة الخولي – القاهرة
شهد العالم وبشكلٍ مستمر تطوراتٍ متلاحقةٍ وسريعةٍ أثّرت في بيئة الأعمال ووضع المنظمات، حيث يُطلب منها أن تتواكب في أدائها مع ما تفرضه هذه المتغيرات من متطلبات، فلم يعد البقاء في السوق للمنظمات الأصلح فقط؛ بل للمنظمات المحققة للتميز والتي تتسم بالمقدرة التنافسية.
وارتكازًا إلى الدور الذي تضطلع به القيادات التنفيذية في المنظمات وتحمُّلها القدر الأكبر من المسؤولية في تخطيط سياسات العمل وصناعة القرارات، والتي يتوقف عليها نجاح المنظمة في تحقيق أهدافها؛ فإن الأمر يتطلب نبذ التقاليد الإدارية الموروثة التي لا تعتمد على الفكر الإداري المتطور ولا تتلاءم مع التطورات التقنية المتسارعة، والاهتمام بتجديد وتنمية مهارات هذه القيادات ودعمها بالمنهجية العلمية المستجدة في الفكر الإداري، والتجارب الناجحة للممارسات القيادية التطبيقية، بما يمكنها من تملك الرؤية الواضحة لاحتياجات البيئة المتغيرة وتوفير وسائل ابتكارية وإدارة تنموية مستدامة لزيادة الإنتاجية والتوجه نحو الأداء المؤسسي المتميز.
حول هذا المفهوم حاضر الدكتور / خالد السملاوي استشاري نظم الجودة ثالث محاضرات فعاليات البرنامج التدريبي ” التميز المؤسسي ” الذي تنفذه الإدارة المركزية لإعداد القادة الثقافيين برئاسة الدكتورة منال علام من خلال المعهد القومي للتخطيط عبر البث المباشر .
موضحاً مدى تأثر المؤسسات بالمتغيرات التي تحدث من حولها، باعتبارها نُظمًا مفتوحة تؤثر وتتأثر بالبيئة المحيطة بها، ووهناك العديد من القوى المؤثرة في المؤسسات المختلفة وخاصةً الجهات الحكومية وعلى رأسها بالطبع الهيئات القضائية والمؤسسات الشرطية بما لهم من دورٍ هام في توفير بيئة تتسم بالأمان والعدالة الناجزة، ومن هذه القوى التنافسية الحكومية الشديدة على الريادة الدولية، وارتفاع معدلات التقدم في مستوى التكنولوجيا، وتضاعف المعارف وانتشارها، وحدوث العديد من التغيرات في البيئة الطبيعية، الاجتماعية وغيرها. ولذلك؛ أصبح من الصعب على المؤسسات الراغبة في البقاء والريادة، أن تقبل تحدي الدخول في حلبة الصراع لتحقيق التميز المؤسسي.