الصحة النفسية للمصريين في خطر
بقلم – أشرف الجبالي
ينشغل العلماء والباحثون والمتخصصون في علم النفس بدراسة التأثيرات السلبية على الانسان المعاصر جراء الافراط في استخدام التكنولوجيا وازدحام المدن والتكاليف الباهظة للحياة والفقر المدقع وتلك الأسباب التي أدت إلى تفاقم الأمراض النفسية كالاضطراب السلوكي والنفسي والاكتئاب والفصام وشيوع حالة عدم الاتزان النفسي والانتحار وهو ما جعل العالم يخصص العاشر من أكتوبر من كل عام يوما عالميا للصحة النفسية وذلك لتسليط الضوء على الصحة النفسية وأهميتها وضرورة العمل على توظيف الدراسات المختصة بها و نتائجها.
ومن المؤكد أن حياة المصريين في النصف قرن الأخير مشحونة بقدر كبير من الضغوط السياسية والاقتصادية والاجتماعية مما أدى إلى ظهور العديد من الأمراض النفسية وزيادة معدلات التردد على عيادات الطب النفسي والتوسع في إنشاء المستشفيات الخاصة والعامة التي تعالج أصحاب الأمراض النفسية والعصبية والعقلية.
وجدير بالذكر أن المعدلات في تنام مستمر فهناك مؤشرات ترصد وجود 2 مليون مصري مصابون بالاكتئاب ومئات الآلاف خاصة من الأطفال الذين يعانون اضطرابا سلوكيا ونفسيا ما أدى إلى أمرين خطيرين : الأول منهما هو الجنوح إلى العنف والجريمة والتنمر والثاني زيادة معدلات الانتحار أو الانطواء أو الانسحاب من الحياة . كل هذه الأعراض ينبغي الانتباه إليها ومحاصرتها والعمل على وضع حلول على المدى القريب والبعيد وأن تضطلع مؤسسات الدولة بمهامها ودورها تجاه تلك القضية الشائكة والمرشحة للتضخم في السنوات القادمة . والحل يكمن من وجهة نظري في :
1- التوسع في بناء مستشفيات الصحة النفسية وتوفير العلاج للمرضى بأسعار في متناول الجميع.
2- رفع كفاءة مستوى الأخصائيين النفسيين في المدارس وتوجيه كل اهتمامهم لمتابعة الحالات المرضية .
3- تكثيف برامج الصحة النفسية في الفضائيات والإعلام والتي تعمل على توعية المواطنين وأولياء الأمور بمؤشرات الأمراض النفسية لدى أبنائهم حتى يمكن التصدي لها.
إن الصحة النفسية للمصريين هي عبء جديد يضاف إلى أعباء يعاني منها الإنسان المصري أهمها الأمراض الجسدية مثل فيروس سي والالتهاب الكبدي الوبائي وأمراض الكلى والقلب ولا أستطيع أن أتجاهل ضرورة تفعيل دور الدولة تجاه هذه القضايا والمناشدة برفع الإنفاق على الصحة عدة أضعاف. إن الثروة البشرية ستظل هي أعظم قوى اقتصادية لمصر للعبور إلى دولة عصرية متقدمة في الصفوف الأولى من الأمم.